الأصول والخصوم

هذا الموضوع في غاية الأهمية، وذلك لتأثيره المباشر على حياة الانسان.

كل مايقتنيه الانسان في حياته من اشياء وخدمات تنقسم الى نوعين رئيسيين: الأصول والخصوم. الأصول هي كل أصل تملكه يحقق لك دخلا مستمرا. والخصوم هي كل ما تشتريه ولا يعود عليك بدخل مستمر. فمثلا عندما تبني منزلا ثم تأجره، فهو يعتبر من الاصول، ولو سكنت في نفس هذا البيت سيصبح من الخصوم. لو اشتريت سيارة لنقل البضائع ستعتبر اصلا، ولو استخدمتها للسفر والتجول والرحلات العائلية ستصبح خصما.
الأصول هواية الاثرياء، والخصوم هواية المفلسين.
إذا كنت ممن لا يهتمون بهذه المسألة، فالنتيجة ستكون مؤلمة حيث ستكتشف أنك قد ضيعت الكثير من الوقت والمال في الخصوم التي كان بامكانك استثمارها في اقتناء الاصول. وبسبب غفلة الناس عن هذا الأمر فإنه أصبح هنالك نوع غريب من الناس، وهم الأثرياء المزيفون. هؤلاء قاموا بشراء سيارة فارهة ومنزل فخم مقابل التورط في قرض بنكي مرتفع يقضي على معظم الدخل الشهري، فتجده يمضي بقية حياته وهو يسدد هذا القرض من وظيفته، فلا يستطيع اغتنام اي فرصة استثمار تعترض طريقه لانه وبكل بساطة ليس مستعدا ولا يملك من المال ما يكفي لهذا الاستثمار (الاصول) والسبب انه وضع ماله في منزل وسيارة من فئة (الخصوم).
احذر من الثراء المزيف ولا تغتر بالمظاهر، فليس كل من يركب سيارة فارهة ثري، وليس كل من لايملك سيارة مفلس، فلتحديد مستوى ثراء الشخص، يجب خصم ديونه من مجموع املاكه والنتيجة تحدد مدى ثراء هذا الشخص.
مثلا لو ان شخصا يملك سيارة جديدة اشتراها عبر اقساط شهرية، هذه السيارة تكلفتها 100 الف دولار. فهذا يعني انه عليه دين بقيمة 100الف دولار. فلو كان يملك منزلا باسمه سعره 80  الف دولار وليس عليه اي سداد شهري يتبعه، ستجد انه في المجمل شخص مفلس وعليه ديون اجمالية تقدر ب 20 الف دولار!!!
وهذا يعني لو انك فرضا لا تملك شيئا (لاسيارة ولا منزل) وليس عليك ديون، فانت اثرى واغني من الشخص السابق بمبلغ وقدره 20الف دولار رغم انه في الظاهر امام الناس يعتبر اثرى منك. وهذا هو الثراء المزيف.
احذر منه كل الحذر ولا تقلد غيرك وتستعجل ظهور الثراء عليك على حساب الثراء الحقيقي الذي يجب أن تصل اليه حتى تعيش حياة كريمة. والثراء الحقيقي هو ان تملك من مصادر الدخل الشهري (الاصول) ما يفوق مصاريفك الشهرية (الخصوم) وكل ما فاق هذا الدخل تلك المصاريف كلما كنت أكثر ثراء.
بقلم : مالك سوالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *