أنت بخير
نعم أنت بخير، صدقا أنت بخير، قل في نفسك “أنا بخير” حتى لو كنت تشعر بخلاف ذلك. قلها بصدق “أنا بخير”, تذكر ما تملك الآن من مال أو صحة، أو أطفال، أو زوجة، أو أصحاب. تذكر أنك تعيش في أمان وغيرك خائف ، تذكر أنك حر طليق وغيرك مسجون، تذكر أنك ترى بعينيك والدليل أنك الآن تقرأ هذه الكلمات بنفسك وغيرك لا يملك البصر، تذكر أنك تتنفس بسهولة وغيرك يتنفس بواسطة آلات طبية معقدة، وتأكل وتشرب بسهولة وغيرك يأكل ويشرب من فتحة في جنبه. صدقا أنت بخير، أنت شخص محظوظ، فلديك كل ما سبق أو جلّه على الأقل، أليس كذلك؟
صديقي، تذكر هذه الكلمات، واجعلها دوما سلاحك الذي لايقهر، الموجود قبل المفقود، إذا كنت تفقد شيئا فإنك تملك أشياء، إذا تذكرت ما أصابك من مصيبة فتذكر ما تنعم به من نعم. عند المصيبة، فقط تذكر من هم في مصيبة أعظم منك. لا تملك المال؟ تفكر فيمن لا يملك المال والصحة معا، لا تملك الأطفال، تفكر فيمن لا يملك الأطفال والمال معا؟
حذار أن تقارن نفسك بالغني إذا كنت فقيرا، وبالمعافى إذا كنت مريضا، فأنت تظلم نفسك وتسيء الظن بربك. فمن تراه أغنى منك، قد لا يملك راحة البال، قد لا يملك الأصحاب، قد لا يملك الفراغ، قد لا يملك الصحة. المقارنات السطحية، من أكبر أسباب حزنك وألمك وغضبك وخوفك. المقارنات، تجعلك أكثر يأسا وإحباطا.
أنت مخلوق فريد من نوعه لا مثيل له أبدا، لديك شخصيتك ولديك بصمتك ولديك روحك ولديك حياتك الخاصة بك أنت وحدك فلا تقارنها بأي حياة أخرى. لا تظلم نفسك وتزدها حزنا وبؤسا وألما لأنك فقط تقحمها في المقارنات المغلوطة والسطحية.
أنت بخير، مادمت أنت، مادمت تمثل نفسك وتعتز بنفسك وتحب نفسك. نعم أحب نفسك قبل أن تحب غيرك، ففاقد الشيء لا يعطيه. أنت رائع، أنت متميز، أنت تستحق الخير وتستحق النجاح وتستحق السعادة وراحة البال فلا تحرم نفسك بنفسك. إعتقد أنك بخير وآمن بذلك دوما وتصرف على أنك شخص محظوظ، وشخص موفق وطموح.
عندما تصف نفسك أمام نفسك أو أمام غيرك، فاحذر أن تقول صفة سلبية بعد كلمة “أنا”. إما أن تقول خيرا أو أن تصمت. إذا كنت تقول دوما “أنا لست محظوظا” فلا تقلها مرة أخرى، لأنك حتى لو كنت محظوظا، فتكرار تلك العبارة يغذي عقلك الباطن ويجعلك فعلا غير محظوظ.
“أنا محظوظ” “أنا متفائل” “أنا متسامح” “أنا طيب” “أنا صادق” “أنا سعيد” “أنا محبوب” “أنا قوي” “أنا واثق بنفسي” “أنا ناجح” “أنا متميز” كل ذلك موجود بداخلك، ساعد نفسك على تأكيده وترسيخه بقولك وفعلك، تصالح مع نفسك، افتح معها صفحة جديدة، شجعها، أكرمها، أشكرها، افتخر بها. افعل ذلك بتواضع، افعل ذلك بحب، افعل ذلك بحسن الظن والتوكل على ربك الذي أهداك هذه النفس المكرمة لتحافظ عليها وتزكيها وترفع من مقامها وترشدها إلى طريق الحق والخير.
بقلم : مالك سوالمية