الوقت
السبب في ذلك هو أن أهدافنا ليست بالوضوح الذي يجعلنا نعرف ونشعر وندرس ونحرص على الوقت. لو كان الهدف واضحا وكانت الخطة واضحة وكان البرنامج واضحا بالنسبة لنا، لكان الوقت أكثر وضوحا وأهمية. هنالك أمور تسرق منا الكثير من الوقت دون أن نشعر، ولكن لو كانت لدينا خطة يومية، أو مجموعة من المهام المكتوبة في كل ليلة لنقوم بتنفيذها خلال اليوم التالي، وكان تركيزنا الاول على تنفيذ جميع المهام الأهم فالمهم، لو كان الامر كذلك لنجحنا في تقليل الوقت الضائع بصورة رائعة جدا.
لا تحرم نفسك من بعض الراحة والترفيه والاستجمام، ولكن ضعها في الوقت الاضافي وبعد انهاء جميع المهام التي تجعلك أكثر قربا من هدفك. فتحقيق اهدافنا هو القيام بعدة اشياء بسيطة كل يوم، لتتراكم وتتكاثر فيتحقق الهدف المنشود. كل عمل لا يقربك من هدفك، فليس اولوية بالنسبة لك، ولو قمت به، ففي الوقت الاضافي وليس الاساسي.
فما حياتنا الا سنوات نقضيها، ومالسنوات الا اشهر، وما الاشهر الا ايام وما الايام الا ساعات ومالساعات الا لحظات، فكل لحظة في حياتنا مهمة فلولاها، فلا حياة اصلا. هذا بصورة عامة، ولكن مارأيك أن تكون هذه الحياة بأكملها معرّضة للنهاية في كل لحظة؟ لا احد يعلم كم تبقى من عمره، سنوات، او ايام، او ساعات او لحظات! فالعاقل من كان الموت لوحده، كافيا ليجعله يتعظ ويراجع نفسه ويشعر بقيمة كل لحظة في حياته. مادام النفس يرد على النفس الذي يليه، فمازالت لدينا الفرصة، فلنغتنمها قبل ان تبلغ الروح الحلقوم ويعلن الجسد استسلامه لخالقه، وتبرد الاعضاء وتنقلب العيون فلا رجوع للوراء ولا ندامة ولا توبة ولا وقت!!!
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا.