pexels-photo-880989.jpeg

الوقت

نسمع كثيرا عن الوقت وأهمية الوقت وسرعة الوقت. لكننا سرعان ما ننسى كل ذلك، خصوصا مع مشاغل الحياة وروتينها وتناقضاتها. سرعان مانجد أنفسنا في نفس البرنامج الذي تعودنا عليه، رغم قناعتنا بأن هنالك من الوقت الضائع ما لايستهان به. السبب في ذلك هو طبيعة الإنسان التي تميل إلى الراحة والخمول والمحافظة على نفس العادات والسلوكيات. نحن لا نشعر حقيقة بغلاء الوقت وأهمية الاحساس بمروره والعمل على الاستفادة القصوى منه. من حين لآخر يأخذنا الحماس للقيام بأشياء مفيدة ونضع برنامجا رائعا لكسب الوقت واستغلاله في أمور مفيدة، لكننا سرعان مانعود ثانية لنفس الوضع الذي كنا عليه.

السبب في ذلك هو أن أهدافنا ليست بالوضوح الذي يجعلنا نعرف ونشعر وندرس ونحرص على الوقت. لو كان الهدف واضحا وكانت الخطة واضحة وكان البرنامج واضحا بالنسبة لنا، لكان الوقت أكثر وضوحا وأهمية. هنالك أمور تسرق منا الكثير من الوقت دون أن نشعر، ولكن لو كانت لدينا خطة يومية، أو مجموعة من المهام المكتوبة في كل ليلة لنقوم بتنفيذها خلال اليوم التالي، وكان تركيزنا الاول على تنفيذ جميع المهام الأهم فالمهم، لو كان الامر كذلك لنجحنا في تقليل الوقت الضائع بصورة رائعة جدا.

لا تحرم نفسك من بعض الراحة والترفيه والاستجمام، ولكن ضعها في الوقت الاضافي وبعد انهاء جميع المهام التي تجعلك أكثر قربا من هدفك. فتحقيق اهدافنا هو القيام بعدة اشياء بسيطة كل يوم، لتتراكم وتتكاثر فيتحقق الهدف المنشود. كل عمل لا يقربك من هدفك، فليس اولوية بالنسبة لك، ولو قمت به، ففي الوقت الاضافي وليس الاساسي.

فما حياتنا الا سنوات نقضيها، ومالسنوات الا اشهر، وما الاشهر الا ايام وما الايام الا ساعات ومالساعات الا لحظات، فكل لحظة في حياتنا مهمة فلولاها، فلا حياة اصلا. هذا بصورة عامة، ولكن مارأيك أن تكون هذه الحياة بأكملها معرّضة للنهاية في كل لحظة؟ لا احد يعلم كم تبقى من عمره، سنوات، او ايام، او ساعات او لحظات! فالعاقل من كان الموت لوحده، كافيا ليجعله يتعظ ويراجع نفسه ويشعر بقيمة كل لحظة في حياته. مادام النفس يرد على النفس الذي يليه، فمازالت لدينا الفرصة، فلنغتنمها قبل ان تبلغ الروح الحلقوم ويعلن الجسد استسلامه لخالقه، وتبرد الاعضاء وتنقلب العيون فلا رجوع للوراء ولا ندامة ولا توبة ولا وقت!!!

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا.

بقلم : مالك سوالمية