ليس المال
يعتقد الكثير من الناس أن التسويق التشاركي هو مصدر دخل فحسب…لذلك تجدهم يضعون هذه المهنة في مقارنات سطحية وغير متوازنة.
أولا التسويق التشاركي مهنة محترمة جدا اثبتت نجاحها على مدى اكثر من مائة عام، ولا يجادل في هذه الحقيقة الا شخص يفتقد المعرفة والاطلاع.
ثانيا، التسويق التشاركي عمل حر لا يتطلب رأس مال كبير، لكنه يفسح المجال لكل شخص أن يبني مستقبلا زاهرا من خلاله.
قد يستغل بعض الناس فكرة التسويق التشاركي للنصب على غيرهم، ولكن هذا الأمر يحدث في كل مجالات الحياة، فلا تجعل ذلك سببا في حرمانك من هذه المهنة الرائعة.
اذا وجدت نفسك غير قادر على التطور في هذه المهنة فيجب أن تنجح في تحديد السبب. وبحكم تجربتي المتواضعة، فإن السبب الرئيس يكون دائما سببا داخليا وليس خارجيا.
ومن اهم الاسباب الداخلية التي تعطل النجاح:
فقدان الثقة في النفس
الخوف من الفشل
التردد والشك
اختلاق الاعذار
العزلة عن الناس
الغضب المفرط
تشتت الذهن
فقدان الاستقرار النفسي
اليأس والقنوط
الحقد والحسد
الكذب والخداع
الغرور والتكبر
لاحظ معي، أن هذه الأسباب، كلها وبدون استثناء، ستعطل نجاحك في أي مجال وأي مهنة. لكن هل تعلم أين الفرق؟
الفرق عزيزي القارئ أن التسويق التشاركي يفسح لك المجال لاكتشاف نفسك وتحديد الاسباب الحقيقية التي تعطل نجاحك، بل ويساعدك على التخلص منها والتغلب عليها.
التسويق التشاركي بمثابة المرآة التي تراقب بها نفسك وتحدد بها نقاط ضعفك وقوتك، والسبب في ذلك أنك في هذه المهنة مطالب ببناء مجموعة عمل تقوم بتحمل مسؤولية ترويج المنتجات او الخدمات. بناء هذه المجموعة يتطلب شخصية تقود الناس نحو هدف نبيل يخدم المصلحة العامة. كلما كانت هذه الشخصية اكثر توازنا وحكمة ومعرفة وثقة وصدقا ونشاطا، كلما كانت المجموعة اكثر نجاحا وتوسعا والعكس صحيح.
هذا يحدث بصورة عامة ومتكررة في هذه المهنة مما يجعلها متميزة على غيرها لأنها تدفع الناس دفعا نحو النجاح وتعلمهم مبادئ ونواميس النجاح بصورة عملية ونظرية في آن واحد.
فقبل أن تفكر في جني الكثير من الأموال من هذه المهنة، ففكر أولا في مدى استحقاقك لهذه الانجازات، هل انت شخص طوّر نفسه وهذّبها بالقدر الكافي حتى يصبح ناجحا ام لا. فكر دوما في تطوير فكرك وسلوكك ومعاملاتك لانها ستكون هي السبب الرئيسي في تطوير دخلك. لا تتعامل مع الأمر بسطحية، وواجه نفسك وكن صادقا معها، حقق انتصارات داخلية على نفسك قبل ان تحققها مع العالم الخارجي.
تخلص من ضعفك وخوفك وترددك حتى تتخلص من فشلك. مهما كنت ناجحا فانك بحاجة ماسة لمراقبة نفسك وتصحيح مسارها واعادة ضبطها وتطوير قدراتها. المال هو نتيجة ووسيلة وليس هدفا وغاية. اجعل المال في جيبك ولا تجعله في قلبك، لا تعطي المال اكثر من قيمته ولا تعطه كذلك اقل من قيمته كن متوازنا بين هذا وذاك حتى تنعم بحياة كريمة وقلب مطمئن ونفس راضية.
في البداية، اجعل هدفك من التسويق التشاركي هو اكتشاف نفسك، ومواجهتها، وتطويرها، وقتها ستبدأ الأهداف المالية في التحقق واحدا تلو الآخر، لا تستعجل النتائج، فالثمرة لا تنضح الا بعد أن تكتمل وقتها، وكل ثمرة تختلف عن الأخرى فاكتمال وقت غيرك لا يعني اكتمال وقتك، ونجاحك قبل غيرك لا يعني فشله ولا يعني نجاحك اكثر منه. اشتغل بنفسك عن اخطاء غيرك، وصحح مسارك قبل إبداء رأيك في مسار غيرك. لا تستسلم، ولا تبحث عن الراحة الآن، فالراحة في ترك الراحة والنعيم في ترك النعيم.
بقلم مالك سوالمية