المزيف، الهاوي والمحترف
هنالك ثلاثة أصناف لا رابع لهم عندما نتحدث عن المسوق التشاركي:
الصنف الأول: المزيفون
هذا النوع، يتعامل مع التسويق التشاركي وكأنه لعبة اليانصيب، يعتمد نجاحهم على الحظ في ادخال اشخاص نشيطين معهم، فيبدأون بالتعامل مع المرشحين كما يتعامل امثالهم مع ورقة اليانصيب، كل شخص عبارة عن ضربة حظ، وينتظرون في كل مرة ان يتحصلوا على ذلك البطل الذي سيجعلهم اثرياء!
ونسبة لقلة خبرتهم وضعف مهاراتهم، فانهم غالبا ما يفشلون في إدخال غيرهم مما يجعلهم يصابون باحباط كبير قد يتسبب في توقفهم عن العمل نهائيا بعد ايام او اشهر قليلة من بدايتهم. والأدهى من ذلك، تجدهم بعدما توقفوا عن العمل يلقون اللوم على كل شيء الا انفسهم. ولو سألتهم لماذا نجح غيرك وفشلت انت، فسكون اجابتهم تدور حول فكرة واحدة؛ انهم لم يكونوا محظوظين، والذين نجحوا صادفهم الحظ.
هذا الصنف يعمل مثل الصياد الذي يبحث عن فريسة، والناس لا يحبون ان يكونوا فريسة لاحد لذلك ينفرون منهم ويبتعدون عنهم. معظم الذين ينضمون للتسويق التشاركي من هذا الصنف. ولكن بعضهم في وقت من الاوقات يقررون التغيير ليصبحوا من النوع الثاني.
الصنف الثاني: الهواة
هذا النوع أفضل حالا من الذي قبله، حيث أنه يتعامل مع العمل بجدية اكبر، فتجده مثلا يكتب قائمة اسماء فيها 200اسم على خلاف النوع الاول الذي يكتفى بقائمة ذهنية غير مكتوبة. ثم يبدأ في دعوتهم وعرض العمل او المنتج عليهم. هؤلاء يصمدون سنة او سنتين في المتوسط امام رفض الناس للعمل، ويحققون نتائج ولكنها ضئيلة مما يجعلهم يستسلمون ظنا منهم انهم فشلوا. والسبب في ذلك انهم يكتفون بتلك القائمة التي كتبوها في البداية، ومع نهاية القائمة يعتقدون انها النهاية بالنسبة لهم اذ لم يحققوا نتائج كبيرة.
هذا النوع يفتقد للمهارات ولا يركز على تطويرها، فمثلا بدل ان يعتمد على القائمة الاولى لوحدها، كان من المفترض ان يمتلك مهارة التواصل والتعرف على الاخرين، بالتالي لن تنتهي قائمته ابدا. بعض هؤلاء يقررون الانتقال الى النوع الثالث ولكن الاغلبية يستسلمون.
الصنف الثالث: المحترفون
هذا النوع هو الافضل على الاطلاق، وهم أشخاص بدؤوا في تعلم المهارات الاساسية للعمل واخذوا في تطويرها بصورة مستمرة باعتبارها اهم مطلب للنجاح في العمل، ولم ينظروا الى النتائج قصيرة المدى لانهم لا يعملون من اجل ارباح صغيرة، فهم يملكون رؤية واضحة وخطة سليمة وعزيمة لا تفتر. هذا النوع يتعلم ويمارس ويعلم غيره ولا يقارن نفسه باحد، يعلم ان رحلته ستتراوح ما بين ال5 الى10 سنوات في المتوسط وانه خلال هذه الرحلة سيكون دوره التضحية والمثابرة والصبر والتطوير والتاقلم، وستعوضه النتيجة بعد عدة سنوات كل ما بذله من وقت ومجهود ومال.
في نهاية المطاف، نصيحتي، اما ان تقرر ان تصبح من النوع الثالث، او غادر هذه المهنة فهي ليست مناسبة لك وستضيع فيها وقتك وستضيع وقت غيرك. اما ان تعمل فيها لتكون محترفا او لا تحاول العبث بها وبنفسك وبغيرك. طريق المتصنعين مظلم وطريق الهواة مسدود، اما طريق المحترفين فهو الطريق الوحيد نحو النجاح في هذه المهنة.
بقلم: مالك سوالمية