أقدام الفلاح
هي أفضل سماد للأرض، فمَا حَكّ جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك. عزيزي القارئ يعتقد العديد من الذين يمارسون التسويق التشاركي، بأنه عندما تتكون لديهم مجموعة عمل، فقد أصبحوا في غنى عن عروض العمل الشخصية ومقابلة المرشحين وتحقيق مبيعات مباشرة. وهذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يمارس مهنة التسويق التشاركي، و هذا السلوك من أفعال المزيفين والهواة لا المحترفين.
المحترف يعلم يقينا، أنه بدون ممارسة شخصية للمهارات الرئيسية من دعوة وعرض ومتابعة وغيرها فإن طريق النجاح مغلق ومسدود، وأن مصيره ومصير مجموعته إلى زوال عاجلا أو آجلا.
مهما حاولت التحايل على شركائك بأنك تمارس النشاطات وتقوم بتطبيق ما تعلّمه لهم، وأنت لا تفعل، فسينفضح أمرك ويظهر ذلك جليا في جميع حركاتك وسكناتك، وفي جميع كلماتك ومحاضراتك. لا تكن مغفلا ولاتستهن بذكاء الآخرين من حولك.
المحترف لا يلبس عباءة مدير مجلس الادارة ولا عباءة الضابط العسكري ولا عباءة الأستاذ الجامعي، فهي جميعا لا تناسب قياسه ولا مهمّته ولا طبيعة عمله. فاحذر من هذا المطبّ الذي يقع فيع الكثير والكثير جدا من الناس.
لذلك سميت هذه المقالة بأقدام الفلاح، فآثار أقدامه هي فعلا خير سماد لأرضه، فكن قائما على مجموعتك لا مقيّما لها، وكن قدوة بالمثال والفعال وليس بنفش الريش والتزعّم واستعراض العضلات. لا تسمح لغرورك أن يمنعك من القيام بكل ما تطلب من شركائك القيام به، فلن تشعر بهم حتى تفعل ما يفعلون ولن تصل إلى قلوبهم حتى تصل إلى عقولهم ومايدور بها من تحديات وصعوبات يواجهونها خلال نشاطاتهم اليومية التي لن تستطيع الحديث عنها كما ينبغي ما دمت بعيدا عنها ولا تطبقها بصورة متكررة.
هل تريد لشركائك، مهما كبرت مجموعاتهم أن يواصلوا القيام بالنشاطات الأساسية وقد أصبحوا ذوي خبرة في الميدان؟ إفعل أنت ذلك وسترى ما لم تره من قبل. كن قدوتهم التي يضربون بها المثل واستجمع قواك من جديد وليكن كل يوم في حياتك وكأنه أول يوم تبدأ فيه التسويق التشاركي بحماس عالي ورغبة مشتعلة ونشاط لا نظير له.
بقلم : مالك سوالمية