الرؤية
مر رجل على مشروع بناء ضخم , فوجد عاملا في المشروع فسأله: ماذا تصنع, فأجاب: أقوم ببناء حائط. ثم تقدم الرجل قليلا فوجد عاملا آخر بنفس المشروع فسأله نفس السؤال فأجاب: أساهم في بناء ناطحة سحاب.
هذا هو الفرق بين صاحب الرؤية غيره, فمن يمتلك رؤية, ينظر للأشياء نظرة مختلفة, قد يقوم نفس الأشخاص بنفس المهمة, ولكن أحدهم يبدع فيها ويتميز ويترك بصمة واضحة, من هو هذا الشخص؟ هو صاحب الرؤية.
عندما تكون صاحب رؤية ستشعر بتغيير كبير في حياتك, ستجدها أكثر متعة وأكثر فائدة. ستتمكن من اكتشاف قدراتك الحقيقية, وستنجح حتما في صناعة نجاح متفرد في مجالك. لذلك أنصحك عزيزي القارئ أن تعيد النظر في تفاصيل حياتك, وتبدأ في صناعة رؤية جديدة مختلفة عن السابق, رؤية مفعمة بالحياة والتجديد والإبداع.
اجعل نظرتك لعملك مختلفة, اعتبرها مرحلة من المراحلة اللازمة لتحقق رؤية بعيدة المدى تسعى لتحقيقها يوما ما, سيختلف طعم كل شيئ في تلك اللحظة, سيصبح العمل متعة, وستصبح أشغالك تحديات تسعى لتخطيها حتى تحقق رؤيتك. لا تستصغر عملك مهما كان بسيطا, ولا تقلل من شأنه, فلعله يكون السبب في أعمال أخرى أكثر فائدة وأوسع نطاقا.
إذا كنت لا تحب عملك , فلن تصل إلى مرحلة الإبداع أبدا, تعلم كيف تحب عملك, وإذا لم تنجح بعد محاولاتك الجادة, فأنصحك بالبحث عن عمل غيره تقع في حبه وتملك رغبة عارمة للنجاح فيه. ابحث عن عمل يمكنك أن تصنع من خلاله رؤية واضحة تعيش بها كل يوم وتتخطى بها الصعاب وتصبر بها على العقبات.
لا تقل أبدا أن الوقت قد فات, ولا تندم أبدا على الوقت الذي قضيته في أشياء لم تحبها, لأن ذلك الوقت هو الذي جعلك اليوم تعرف قيمة ما تقوم به, وجعلك تكتسب الخبرة في أمور أخرى ستساعدك حتما في يوم من الأيام.
إذا كان عملك اليوم لا يؤهلك للوصول الى أهدافك التي تسعى إليها, فحذار أن تتنازل عن أهدافك وتجد لنفسك المبررات لتبقى في نفس الوضع, بل ابدأ بالبحث عن العمل الذي يمكنه تحقيق أهدافك, وإذا كان بحثك جادا, فلا بد أن تصل في يوم من الأيام لذلك العمل الذي يمكنك أن تحبه وتعشقه وتبدع فيه.
إذا أردت أن تحقق أشياء لم تحققها من قبل, فافعل أشياء لم تفعلها من قبل
بقلم : مالك سوالمية