photo of road during daytime

بلا عودة

ما هو الشيء الذي لو حدث, فإنك ستستسلم وتتوقف عن العمل؟

هذا سؤال أعتبره مصيريا في حياة كل مسوق شبكي, والإجابة ستكون مختلفة من شخص لآخر. فمنهم من يكفي بالنسبة له أن يمضي عليه شهر واحد بدون أن ينجح في تحقيق مبيع أو الحصول على شريك واحد, ومنهم من يصبر ثلاثة أشهر, ومنهم من يصبر سنة. في كل الأحوال, أنت بحاجة للإجابة على هذا السؤال بنفسك وعن قناعة تامة.

لا أخفي عليكم, هذا السؤال يطرحه الجميع, ويطرحه مرات كثيرة على نفسه وخصوصا عند مواجهة تحديات من الحجم الكبير, مثل قوانين البلاد التي تعرقل العمل, أو مثل وقوف بعض الأشخاص من أصحاب النفوذ في وجهك ومحاولتهم عرقلتك وإيقافك والتخلص منك, ومثل تعرضك لنوع من السرقة خلال ممارستك للعمل من بعض الأطراف التي تتصيد الفرص لتقوم باستغلال طبيعة العمل التي تتطلب نوعا من الثقة استغلالا سيئا فيه من التحيل والسرقة والكذب والخداع ما فيه. كما أن هنالك تحديات من نوع آخر سأتجنب ذكرها في هذه المقالة ولكن كل ما سبق والحمد لله مررت به بصورة شخصية ولدي معه تجربة رائعة ومغامرة جريئة.
السؤال هنا, ومهما كان نوع تلك التحديات, هل أنت مستعد لتصبح غير قابل للاستسلام؟ بمعنى أنه بالنسبة لك, فإن قرارك بالنجاح كان قرارا نهائيا اتخذته في الماضي ولن يمنعك منه سوى الموت؟ هل اقتنيت تذكرة النجاح في هذا العمل وكانت تلك التذكرة ذهاب دون رجوع, أم أنك تحتفظ بتذكرة الرجوع حتى يأتي التحدي الذي تراه مناسبا لتستسلم فتستخدم تلك التذكرة وتعود حيثما كنت؟
السبب الذي دفعني لاقتناء تذكرة الذهاب بدون عودة ومنذ السنة الأولى في العمل, هو أنني تعودت في حياتي أن قناعتي وإيماني بما أفعله هو أساس نجاحي فكلما زاد ذلك الإيمان كلما زاد النجاح. فمثلا عندما كنت طالبا في الجامعة, كانت قناعتي بأنني يجب أن أكون متفوقا في دراستي, فبذلت من أجل ذلك الهدف كل ما أستطيع, وفعلا صرت أحرز المراتب الأولى, أما عندما انتهت قناعتي بذلك الشيء وعلمت يقينا أن الدراسة ليست في وقتنا الحاضر هي مؤشر النجاح قمت بتغيير تلك القناعة وصرت أدرس فقط لأنتقل من مستوى إلى آخر, قد لا توافقني في ذلك وأحترم رأيك لكنني كنت دوما أعيش بقناعاتي وليس قناعات غيري.
في التسويق التشاركي قمت بالعديد من السفرات حول العالم أستقي فيها العلم والمعرفة عن هذه الصناعة, وكنت في كل مرّة أرسّخ معنى النجاح في نفسي, حتى وصلت إلى مرحلة لا أستطيع فيها التخلي عن هذه الصناعة قبل أن أضع فيها بصمتي وأحقق من خلالها جل أهدافي وخصوصا المالية.
تخيل معي, عندما يأتي أحدهم ويحاول بكل الأساليب والطرق أن يقنعك بالتخلي عن أحد أعضاء جسمك, ولنقل مثلا أحد أصابعك, كيف ستكون ردة فعلك وكيف ستكون قناعتك بأن هذا العضو يجب أن يبقى معك ولا تستطيع التخلي عنه, بالضبط هي قناعتي بممارسة التسويق التشاركي. لم تتكون هذه القناعة بين عشية وضحاها ولكنني في نفس الوقت لم أجلس في بيتي أنتظر هذه القناعة لتتكون. كنت حريصا على تعلم كل ما هو جديد. كنت حريصا على إيجاد كل الحلول المناسبة لأي تحدي يواجهني, كنت لا أسكت في وجه الباطل وأقول كلمة الحق مهما كان, كنت أتخذ قراراتي التي أراها صحيحة وليس التي يمليها علي غيري, كنت جريئا أتحدث من قلبي سواء كان الحديث موجعا لغيري أم مفرحا. لا يهمني كم شخصا يوافقني، بل يهمني فقط أمر واحد، هل أنا على الحق أم لا؟ لم أكن أسعى للكمال، فأنا بشر يخطئ ويصيب، لكنني أسعى دوما للأفضل ولو كان طريقه أطول وأخطر.
كان من السهل جدا بالنسبة لي أن أجد لنفسي 100 سبب يجعلني أتوقف عن العمل, ولكنني في كل مرة أتذكر السبب الذي دخلت لهذا العمل من أجله فأجد أن ذلك السبب يفوق ال 100 سبب قوة ومتانة وصدقا. ليست المشكلة أصلا أن تواجهك تحديات في العمل, وليست مشكلة أصلا أن تطرح على نفسك هذا السؤال: إلى متى سيبقى الحال هكذا؟, المشكلة هي ردك على السؤال, هل هو رد مشبع بالصدق والعزم والتفاؤل والأمل والإيجابية أم أنه مشبع بالخوف والجبن والغموض والبحث عن مجرد الراحة الوقتية والأمان الوهمي؟
لا يستطيع أحد أن يوقفك إذا صرت غير قابل للتوقيف, الوحيد الذي يمكنه فعل ذلك هو أنت وفقط أنت, فلو ضمنت لنفسك أنها لن تتدخل لإيقافك عن العمل فإنني أضمن لك أنه لن يوقفك شخص ولا شيء آخر أبدا حتى آخر نفس في حياتك.
هنالك طريق أفضل، وتمنياتي لك أن تصبح مسوقا تشاركيا محترفا.
بقلم: مالك سوالمية