قصة الشطرنج

في سالف العصر والأوان كان هنالك ملك من ملوك الهند, معروف بشدته وغلظته على الأعداء
يحب الحروب والقتال بشكل مبالغ فيه, حتى أنه أرهق جنوده وشعبه بذلك
في يوم من الأيام دخل على مجلس الملك رجل  يحمل شيئا بين يديه ويظهر من ملامحه أنه شخص حكيم وذو ذكاء خارق
سأله الملك: ما حاجتك ومالذي تحمله بين يديك
رد عليه الرجل: أتيت لأقدم لكم هدية وأرجو أن تنال إعجابكم
تقدم الرجل واقترب من الملك ووضع أمامه رقعة الشطرنج وأخبره أنها لعبة قام باختراعها خصيصا للملك
 بدأ الرجل في شرح قواعد اللعبة ودور كل قطعة من القطع مثل الجنود والقلعة والفيل والأميرة والحصان وغيرها
فرح الملك فرحا شديدا وأعجب باللعبة أيما إعجاب, وقرر أن يقدم للرجل هدية قيمة
قال الملك: لقد أعجبتني لعبة الشطرنج كثيرا ولذلك اطلب ما تشاء وسألبي طلبك
رد الرجل قائلا: سيدي الملك أشكرك جزيل الشكر على كرمك, ولكن لدي طلب واحد
قال الملك: اطلب ما تشاء من قصور ومجوهرات ونساء وسألبي طلبك
قال الرجل: لا يا سيدي, طلبي هو أن تكافئني على قدر عدد المربعات في رقعة الشطرنج
أريد أن تعطني حبة قمح على المربع الأول, وحبتين على المربع الثاني, وأربع حبات على المربع الثالث, وثماني حبات على المربع الرابع وهكذا تضاعف لي عدد الحبات حتى تصل الى اخر مربع في رقعة الشطرنج وهو المربع رقم أربع وستين
استغرب الملك جدا من طلب الرجل وقال غاضبا: ماذا تقول أيها الرجل, أعرض عليك القصور والمجوهرات وأنت تطلب حبات قمح, هل أنت غبي ؟ كم سيكون عددها وهل تظن أنها هدية قيمة؟ كنت أعتقد أنك رجل ذكي بعدما قدمت لي هذه الهدية الرائعة
رد الرجل قائلا: سيدي الملك هذا هو طلبي ولا أريد غيره
نادى الملك على الوزير وأمره بتنفيذ طلب الرجل ثم قال: أيها الرجل هذه فرصتك الأخيرة, هل أنت مصر على هذا الطلب البسيط
قال الرجل بكل ثقة: نعم سيدي الملك هذا هو طلبي الوحيد والأخير
ذهب الوزير لتنفيذ الطلب ولكنه تأخر كثيرا فناداه الملك وسأله عن سبب التأخير فرد الوزير بأنه العملية الحسابية تتطلب وقتا
انصرف الوزير ثم عاد بعد برهة من الزمن وهو مرتبك جدا ويبدو على ملامح وجهه عبارات الدهشة والذهول
اقترب من الملك وقال: سيدي الملك, مخزون الهند للعشر سنوات القادمة لا يكفي لتحقيق طلب هذا الرجل
انتهت القصة هنا, ودعنا الآن نتحدث عن العبرة
قد يظهر من الوهلة الأولى أن عملنا في التسويق التشاركي عمل بسيط ولا يحقق دخلا كبيرا لأنه تكاليف البداية بسيطة جدا
ولكن إذا دققنا النظر وتمعنا في التفاصيل سنكتشف أن هذا العمل عظيم جدا ويمكنه أن يغير حياتك بصفة جذرية
لذلك لا تستعجل في الحكم على شيء لم تفهمه جيدا, وامنح نفسك فرصة لتستوعب التفاصيل وتصبح قادرا على الحكم بطريقة سليمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *