a man writing on white paper using a black pen

القرار

هل النجاح سوى نتيجة لجملة من القرارات الناجحة و المصيرية التي يتخذها الانسان في حياته. ولا يصل المرء لتلك القرارات الناجحة إلا عندما يعزم على اتخاذ القرارات ويتقبلها جميعا ناجحها وفاشلها، فالناجح غالبا يكون قد ارتكب من الاخطاء اكثر من الفاشل، وذلك بسبب اقدامه وعزمه ورغبته الجامحة في التغيير والنجاح. اما الفاشل فقراراته قليلة جدا ومحدودة جدا وهزيلة جدا لا تكاد تكفي ليعيش المرء حياة عادية روتينية مملة.
لذلك، يحتاج الانسان من وقت لاخر لاتخاذ قرارات جريئة في حياته يغير بها ويطور بها وينتقل منها الى مرحلة جديدة من مراحل النجاح في حياته. هذه القرارات، غالبا ما تكون عسيرة وثقيلة على نفس الانسان الميّالة للراحة والخمول، وتحتاج الى عزم وجلد وصبر لاتخاذ تلك القرارات وتنفيذها.
من اصعب القرارات التي يواجهها الانسان في حياته هي القرارات المصيرية التي تحدد شكل حياته، مثل اختيار شريك الحياة، او اختيار توجه الدراسة، او اختيار المهنة المناسبة. هذه القرارات يجب ان تكون واضحة ومحددة ومتوافقة مع حياة الانسان ومبادئه واسلوب حياته. لذلك تجد الكثير جدا من الشباب يتأخرون في اختيار شريك الحياة، وهنالك مثلا من يختار مهنة ابيه، لانها تشعره بالاطمئنان اكثر من غيرها لان والده قد جربها، حتى لو كانت تلك المهنة غير مجدية ولا تحقق من طموحاته شيئا.
كما ان هنالك الكثير من الامثال التي تتردد على مسامعنا و يعتبرها اغلب الناس امثالا صالحة ومفيدة على الرغم من انها قد تكون هدامة وتبعث على الوهن والضعف والخوف والجبن، على سبيل المثال “مُدّ رجليك على قدر لحافك”. هذا المثل، لن يكون سيئا لو حصرناه في مواقف معينة، ولكنه على اطلاقه قد يكون ضره اكثر من نفعه، فالافضل ان يكون المثل “مُدّ لحافك على قدر رجليك” فهو يبعث على الطموح والتغيير الايجابي والتطوير والنجاح، اما المثل الاصلي يبعث على الخوف والتردد والتراجع في اتخاذ القرارات. كذلك هذا المثل “عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة” من الافضل ان يتغير هذا المثل ليصبح “عصفور في اليد وعشرة على الشجرة” فهل يوجد مانع من الجمع بينهم ؟
وهكذا نجد اننا نحمل في عقولنا افكارا لا تساعدنا على الاقدام واتخاذ القرارات الجريئة في حياتنا، بالتالي، فعلينا مراجعة الكثير من الافكار والمفاهيم التي تعودنا عليها وظننا انها صحيحة، وكنا دوما نبرر بها الكثير من تصرفاتنا، وهي في الحقيقة شماعة نعلق عليها فشلنا وخوفنا.
بقلم : مالك سوالمية