من عاش بالمكر مات بالفقر


“وقد شاهد الناس عيانًا أنه من عاش بالمَكْرِ مَاتَ بالفقر، وعاقب الله جل جلاله كل خائن بأنه يضل كيده ويبطله، ولا يهديه لمقصوده وإن نال بعضه، فالذى ناله سبب لزيادة عقوبته وخيبته: {وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف من الآية:52]،

وهذا باب واسع جدًا عظيم النفع، لمن تدبره يجده متضمنًا لمعاقبة الرب سبحانه من خرج عن طاعته، بأن يعكس عليه مقصوده شرعًا وقدرًا، دنيا وآخره، وقد اطردت سنته الكونية سبحانه فى عباده، بأن من مكر بالباطل مكر به، ومن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خدع، فلا تجد ماكرًا إلا وهو ممكور به، ولا مخادعًا إلا وهو مخدوع، ولا محتالاً إلا وهو محتال عليه”

(انظر: إغاثة اللهفان).