تعصف الرياح على الجميع

الرياح تعصف على الجميع, رياح الإقتصاد, رياح السياسة, رياح العلاقات, رياح الصعوبات, رياح الظلم , رياح القهر, رياح الغدر, رياح الألم, رياح المرض, رياح الفشل.

لكن السؤال, هل المشكلة في تلك الرياح, وهي تعصف على الجميع؟
هل كل القوارب تعدل شراعها بنفس الطريقة؟
هل تقلد الناس فتعدل شراعك مثلهم أم أنك تبحث عن الوضعية التي تنجيك وتخرجك من تلك العواصف؟
لماذا تعصف الرياح على الجميع, ولكن لا يحدث لهم نفس الشيء, لا يغرقون جميعا ولا يفلحون جميعا؟
هل تعتقد أن مشكلتك الحقيقية في تلك الرياح؟
هل هي السبب الرئيسي في ما يحدث معك اليوم؟
هل حاولت أنت تفعل مثل أولئك القلة التي عدلت شراعها فأنقذت نفسها؟
أم أن كثرة المتشائمين حولك جعلتك تنسى تعديل شراعك وتشغل نفسك بتلك الرياح العاصفة؟
من السهل جدا أن تعيش دور الضحية وتجد لنفسك كل الأعذار والمبررات, ولكن هل الأسهل هو الأفضل ؟
هل تريد أن يتكرر العام الماضي مرة أخرى في العام المقبل؟
أم أنك تنتظر الرياح لتتوقف؟ ماذا ستفعل إذا لم تتوقف؟ كما كنت تفعل سابقا؟ صياح, بكاء, أعذار, خوف, تشاؤم, دور الضحية؟
طيب, هل سيتغير شيء؟
ستنتظر ضربة الحظ؟ ماذا ستفعل إذا لم تأتي إليك؟ هل ستبقى في حالة انتظار وعمرك يمر والسنوات تنطوي واحدة تلو الأخرى؟
هل تشعر بالضياع؟ هل تشعر باليأس؟ هل تريد الهروب؟ ماذا لو هربت فوجدت نفسك في عاصفة أقوى من التي كنت فيها؟ ماذا ستفعل؟
هل تخاف من المستقبل؟ لماذا تخاف؟ هل هو بيدك أنت حتى تخاف؟ هل تستطيع أن تغير فيه شيئا حتى تخاف؟
الحل ليس في كلماتي , الحل في أعماق قلبك, شيء ما سيخبرك الحقيقة, لا تحاول إنكارها, تقبّلها, عش معها, تألم لتتعلم, لا تكابر ولا تتهرب, لن تستطيع الهرب, نفسك ستبقى بين جنبيك مادمت حيا, فلا تحاول البحث عن ملجأ وهمي فقط لتشعر بالارتياح وتنسى, لن تنسى مادمت تتهرب, ستتذكر كلما عدت إلى رشدك وتأملت في الواقع.
لا تسامحني لأنني كنت قاسيا, فقسوتي مليئة بالحب, وإذا لم نتألم لن نتعلم.
لا يهمني ردة فعلك, يهمني فقط أن أقول الحقيقة لأنني كنت مثلك في يوم من الأيام, أبكي على الأطلال وألعن الظلام, وأبحث عن ملجأ لفشلي وخوفي وشكي وسوء ظني.
الحل بين جنبيك, ركز على شراعك, قم بتعديله كما ينبغي, استعن بمن أحسن تعديل شراعه, لا تهتم بصياح الآخرين وبكائهم وخوفهم, ركز فقط على شراعك, ابحث عن أحسن وضعية تنقذ بها نفسك.
كلنا نتعرض للرياح, ولكن ردود أفعالنا هي التي تصنع الفرق, هل ستغير ردود أفعالك أم ستبقى كما كنت؟
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
صدق الله العظيم
بقلم: مالك سوالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *