الطرف الثالث

نعلم جميعا أنه من أكبر التحديات التي يواجهها المسوق التشاركي الجديد هي توصيل المعلومة الصحيحة بالطريقة الصحيحة والكافية للمرشّح حتى يساعده على اتخاذ قرار الانضمام للعمل. وهذا تحدي بديهي نظرا لنقص خبرة الشريك وقلة معرفته بتفاصيل العمل. ومن أجل ذلك، اقترح خبراء التسويق التشاركي مايسمى بالطرف الثالث.

الطرف الثالث هو أداة يستخدمها الشريك لتوضيح عمله للآخرين. هذه الأداة يمكن أن أن تكون كتابا أو مجلة أو مقالة أو مقطع فيديو أو قصة أو تجربة. كلما اجتهد الشريك في استخدام الطرف الثالث كلما تمكن من توضيح الصورة اكثر.
مايميز الطرف الثالث أنه يعطي قدرا أكبر من المصداقية والوضوح للمرشح، فحتى لو كان الشريك يعاني في بداياته من ضعف الشخصية او من قلة الثقة بالنفس او نوع من الخجل او غيره من السلبيات، فان الطرف الثالث، قادر وبسهولة ان يتجاوز هذا الامر ويساعد الشريك على آداء عمله بحرفية واتقان.

ولكن، هذا لا يعني أن الطرف الثالث مجعول للشركاء الجدد فقط، بل بالعكس، فالمسوق التشاركي المحترف هو أكثر من يستخدم الطرف الثالث ويحاول قدر المستطاع عدم استخدام مهاراته الشخصية وقوة الاقناع لديه، لانه يعلم ان المهاراة الشخصية ليست قابلة للتكرار، اما الطرف الثالث فتكراره سهل جدا. عندما تسأل المسوق التشاركي المحترف أي سؤال، فإنك تجده غالبا يوجهك لمصدر معلومة خارجي، فتجده تارة يفتح لك المجلة للحديث عن منتج، او تجده يحكي لك قصة او تجربة ناجحة، او يعطيك مقالة لتقرأها، أو يطلعك على مقطع فيديو. نعم هذا هو المسوق التشاركي المحترف، وليس ذلك الذي تجده يعرض عضلات أفكاره ومعلوماته وقوة اطلاعه في كل مرة. الناس لايحبون شخصا يهتم باظهار نفسه و استعراض قدراته بل يهتمون لشخص يهتم بهم ويسعى لفائدتهم وتعليمهم.

إسأل نفسك الآن، ماهي الأدوات التي بحوزتي وبحوزة شركائي لتكون طرفا ثالثا لي ولهم؟ هل لدينا مايكفي من هذه الأدوات، وهل يستطيع شركاؤنا استخدامها بسهولة ويسر أم لا؟ تأكد أنك توفر الطرف الثالث لنفسك ولشركائك حتى تساعدهم على ممارسة عملهم بكفاءة واحترافية.

من أهم الأسباب التي دفعتني لإنشاء هذه المدونة هو أنها يمكن أن تكون واحدة من أهم الأدوات التي يستطيع كل مسوق شبكي استخدامها كطرف ثالث، سواء عند عرض العمل او عند المتابعة او غيرها. بل انها ستساعد الشريك نفسه في توضيح وترسيخ الكثير من المفاهيم وحل العديد من المشاكل مع شركائه. يمكنك مثلا طباعة مقالة واحدة كل أسبوع ومشاركتها مع شركائك ومناقشة تفاصيلها وتبادل الآراء في مضمونها، سيساهم ذلك وبشكل كبير في توحيد المقامات بين شركائك والاتفاق على الوسائل والمفاهيم التي تجمع الفريق وتؤلفه.

أتمنى أن نساهم جميعا في بناء مجموعات كبيرة وناجحة من المسوقين المحترفين، وأتمنى أن يكون مفهوم الطرف الثالث قد أخذ مكانه في عملكم وأصبح جزءا لا يتجزأ منها حتى نكون جميعا على درب المسوق التشاركي المحترف.

بقلم: مالك سوالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *