السارق الخفي




عندما تتعرض لعملية سرقة، فإن السارق كان سببا رئيسيا في فقدانك ما تملك، وكان سببا في تعكير مزاجك وشعورك بالقهر والغضب. ولكن عندما تسرق نفسك بنفسك، فلن تشعر بشيء، وتلك هي المصيبة الحقيقية.
كيف تسرق نفسك بنفسك؟ يحدث ذلك كثيرا في حياتنا، فنحن كل يوم نسرق من أوقاتنا لنفعل أشياء لا تقدم ولا تأخر. نترك ما يقربنا من النجاح لأن النفس تأباه وتنزعج منه، ونفعل ما يبعدنا عن أهدافنا، فقط لأن النفس ترتاح إليه وتفضله.
عندما نلعب، فلا بأس، ولكن لا يجب أن نلعب أكثر من اللازم. عندما نجالس التافهين أحيانا، فلا بأس، ولكن عندما نقضي ساعات وساعات معهم، فإننا نسرق أنفسنا بأنفسنا.
سرقة الوقت تسبب خسائر فادحة في حياتنا، ونحن لا نشعر. البارحة تعرضت للسرقة، وجعلت أبحث عن الدروس التي يمكنني تعلمها من هذه المشكلة، فما وجدت خيرا من هذا الدرس لأتعلمه: إذا سرقوك، فهي مصيبة، وإذا سرقت نفسك فالمصيبة أعظم.
حاول ألا تسرق نفسك، فالعمر قصير، والوقت يمر بسرعة، فاغتنم كل لحظة لتتقدم خطوة في حياتك ولو كانت بسيطة. لا تستهن بالأمر، فالأمر عظيم. تفكر في تفاصيل حياتك، وحاول اكتشاف الأحداث التي تتكرر معك دائما، وتسبب لك خسارة الوقت. اتخذ قرار جريئا بتغيير الوضع.
استبدل اللعب المبالغ فيه، بقراءة كتاب، أو بتعلم مهارة، أو بتطوير فكرة، أو غير ذلك من الأمور النافعة. استبدل كثرة الجدال والنقاش مع التافهين، بصداقات جديدة وعلاقات نافعة ومفيدة.
كل ذلك لن يتغير ما لم تقرر، سيعود الوضع الى ما كان عليه بعد قراءتك لهذه الكلمات، مالم تتخذ قرارا جريئا بتغيير المألوف  (وهذا ليس بالأمر السهل ) ولكن إذا قررت، فتأكد تماما بأن ما تبقى من حياتك سيكون مختلفا تماما عما مضى.
بقلم: مالك سوالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *