الحقيبة

لو أعطيتك حقيبتين وطلبت منك أن تختار واحدة منهما وتتنازل عن الأخرى، فأي حقيبة ستختار؟
الحقيبة الأولى: عندما تفتحها ستجد بداخلها مبلغا وقدره مليون دولار
الحقيبة الثانية: عندما تفتحها ستجد نفسك قد امتلكت وتعلمت وتمكنت من كل المهارات اللازمة لتصبح مسوقا شبكيا محترفا.
لاشك أن معظم القرّاء في الوهلة الأولى لن يأخذ هذا السؤال منهم أكثر من نصف ثانية لتكون الإجابة: طبعا مليون دولار!
فالمليون دولار مبلغ يكفي لمعظم الناس ليحققوا أكثر من أحلامهم. ولكن السؤال، هل أنت مستعد الآن
ليكون في حسابك هذا المبلغ؟ قد تجيبني بلا تردد وبنوع من التهكم: طبعا مستعد، هات المبلغ ولا تقلق! أكمل ولا تتسرع في الإجابة.
هل وصل مقياس النجاح في صندوقك الداخلي(عقلك) ليكون مؤهلا ومهيئا لامتلاك هذا المبلغ؟ أم أنه لازال ذلك مجرد حلم تتمنى تحقيقه وتراه حلما بعيدا المنال؟ هل تعلم أن كل إنسان لديه مقياس لحرارة النجاح داخل عقله؟ معظم الناس طبعا مقياس حرارتهم يتراوح من 500 الى 5000 دولار شهريا او من 50 الى 100 الف دولار كثروة اجمالية في حياتهم. لذلك تجد معظم الناس يتقاضون أجرا يتوافق مع هذا المقياس. ولكن تصور مثلا أن “بيلقيتس” صاحب شركة ميكروسوفت يملك مليون دولار فقط، من المؤكد أنه سيعتبر نفسه مفلسا. أو مثلا الوليد بن طلال، من المؤكد أنه سيجد تضاربا كبيرا بين مقياس حرارة نجاحه وما يملكه من مال. ومن القصص المشهورة قصة رجل الاعمال الامريكي ” دونالد ترمب” الذي كان يملك مليارات الدولارات (وهي ثروة متناسقة مع مقياس حرارة نجاحه) وفي فترة قصيرة جدا، خسر تقريبا كل مايملك، ولكن ما لم يخسره هو ذلك المقياس الداخلي للنجاح. ولذلك، وبعد تلك الأزمة، وخلال فترة قياسية، عاد دونلد لنفس الثروة التي كان يملكها بل وأصبحت أكثر من ذي قبل. لماذا؟ لأن مقياس الحرارة الداخلي للنجاح سيعمل في وقت الأزمة بكل ما أوتي من قوة ليعود التوازن بين المقياس والثروة.
والعكس صحيح، فمن يمتلك مقياسا داخليا ضعيفا فانه سيجد نفسه في وضع يتناسق مع هذا المقياس حتى ولو وضعت بين يديه ثروة تفوق ذلك المقياس، فستجده تدريجيا يفقد تلك الثروة حتى يعود لوضعه كما كان. ومن أوضح الأدلّة على ذلك، أولئك الذين يشاركون في ألعاب اليانصيب والقمار وغيرها ثم يفوزون فجأة وبضربة حظ بمبالغ لم يحلموا بها من قبل، لو عدت لهؤلاء بعد فترة لا تتجاوز سنوات قليلة، فستجد معظمهم قد عاد لنقطة الصفر إن لم يكن أسوأ.
أما بالنسبة للحقيبة الثانية، فهي الحقيبة التي ستساعدك لرفع مستوى مقياس الحرارة الداخلي لنجاحك، ثم ستزودك بكل الأدوات والمهارات اللازمة ليصبح وضعك المالي ومقياسك الداخلي في تناسق وتناغم كامل، وعندها لن تمتلك مليون دولار فحسب، بل ستمتلكها وتحافظ عليها بل وستعرف كيف تضاعفها. بل أكثر من ذلك، فيمكنك حينها أن تجعل المليون دولار هو مدخولك السنوي أو حتى مدخولك الشهري أو حتى أكثر من ذلك كما حدث مع بيلقيتس ودونالد ترمب والوليد بن طلال وغيرهم.
لو أنك فعلا تفهمت واستوعبت ما تم ذكره في هذه المقالة، فلا شك أنني نجحت في إقناعك باختيار حقيبة المهارات وترك الحقيبة الأخرى. حقيبة المهارات متاحة للجميع، ولكن لا يستفيد منها الا من عرف قيمتها، المهارات ليس كتابا لتقرأه أو مقالة لتطلع عليها، المهارات علم وعمل، فهم وتطبيق، خطة وتنفيذ. المهارات هي الطريق الوحيد للاحتراف في التسويق التشاركي  فكرّس وقتك لمعرفتها وفهمها وتطبيقها وتطويرها. لا تستعجل النتائج فأنت تقوم بتغيير وضعك الداخلي والخارجي الذي تعودت عليه منذ عشرات السنين، وذلك سيتطلب منك عدة سنوات وليس عدة شهور. لا تستعجل النتائج ولكن استعجل الحركة والسعي والعمل والاخذ بالاسباب، وستكون النتائج وفقا لذلك السعي.
بقلم: مالك سوالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *