ماذا ينقصني لأنافس الآخرين

‏السّلام عليكَ يا صاحبي،
‏ تسألني: ماذا ينقصني لأنافس الآخرين؟
‏فأقولُ لكَ: ومن قال أنه عليكَ أن تُنافس الآخرين؟!
‏الحياة رحلة وليست سِباقاً يا فتى، فاستمتع بها ولا تحوّلها إلى معركة!
‏المضمار الوحيد الذي يستحقُّ أن تُنافس فيه هو الطريق إلى الجنة!
‏ما عدا ذلك فمعارك خاسرة، وسباق إلى غير وُجهة،
‏السلحفاة والأرنب كلاهما أحمق،
‏فأي لذة في أن يفوز الأرنب بسباقٍ ضد أبطأ المخلوقات على الأرض؟!
‏ولِمَ على السلحفاة أن تخوض سباقاً أملها الوحيد بكسبه هو أن ينام الأرنب؟!

‏طهِّرْ قلبكَ يا صاحبي،
‏وافرحْ بنجاحِ غيركَ كأنه نجاحكَ،
‏وصفِّقْ للفائزين كأنكَ تُصفِّق لنفسكَ،
‏واسعَدْ بصفقة التاجر كأنها صفقتكَ،
‏وبوظيفة جارك كأنها وظيفتك،
‏النظر إلى ما في أيدي الناس سهم مسموم،
‏يُصيبك في قلبكَ قبل أن يُصيبَ الناس!

‏يا صاحبي،
‏ إن كثيراً مما نسميه منافسة ما هو إلا حسدٌ مقنّع،
‏ولكن أسميناه منافسة لنقنع أنفسنا أنها معركة تستحقُّ أن نخوضها!
‏وتذكَّرْ جيداً، أن الحسد هو أول ذنبٍ عُصي الله سبحانه وتعالى به في السماء،
‏حيث رفضَ إبليسُ السجود لآدم، وما معه من ذريعة إلا: أنا خير منه!
‏والحسدُ أول ذنبٍ عُصي الله تعالى به في الأرض،
‏ حيث قتلَ قابيل أخاه هابيل لأجل امرأةٍ كانت أجمل من امرأته!
‏فلا يكن فيكَ شيءٌ من إبليس وقابيل، ثم تقول لي أنا أخوض منافسة!
‏لا يا صاحبي أنتَ تحترقُ من الداخل لأن خيراً أصابَ غيركَ ولم يُصبكَ!

‏اعتنِ بقلبكَ يا صاحبي،
‏نظِّفه جيداً، طهِّره بالذكر،
‏سمِّ الله على كل جميلٍ تقعُ عليه عينك،
‏وقل ما شاء الله على كل رزقٍ ليس لكَ،
‏وارضَ بما قسم الله لكَ،
‏فلن تنال سواه ولو كانت حياتك كلها سِباقاً،

‏والسّلام لقلبكَ

د. أدهم شرقاوي